في زمنٍ إنهارت فيه أعمدة كثيرة، وتراجعت فيه مؤسسات عن دورها الحقيقي، برز ديوان الزكاة بمحلية المناقل كالسند الأخير، والظهر الذي لم ينحنِ في وجه العاصفة ، أرقام لا تكذب، وجهود لا تُنكر، وأيادٍ لم تتلوث بشعارات جوفاء، بل غاصت في وحل الحاجة لتنتشل الضعفاء دون منٍّ ولا أذى
باشراف ومتابعة الأستاذ عصام الدين موسي أمين ديوان الزكاة بالولاية وتنفيذ الأستاذ الصادق يوسف محمد مدير ديوان الزكاة بمحلية المناقل، تحوّلت المحلية إلى نموذجٍ للعمل الزكوي الفعّال، ليس بالتقارير الورقية بل بالأفعال والمواقف
١٨٠٠ نازح وجدوا في المناقل ملاذًا وسندًا، ٦٥ معسكرًا احتضنهم داخل المدينة، وامتدت لهم يد الزكاة غذاءً ودواءً لا منّ، لا تصوير إستعراضي، فقط واجب وطني وانساني و توجيه واضح من الأمين العام: “عالجوا النازحين”، فكان التنفيذ بلا تردد
ولم يكن الأمر محصورًا في الإغاثة، بل كان للوطن سهم معلوم: ٣ آلاف جوال قمح دفعت للقوات المسلحة في معركة الكرامة، و١٠٠ مليار جنيه في لحظة كان فيها المال شحيحًا والواجب عظيمًا، أما المقاومة الشعبية، فقد وجدت في الزكاة نصيرًا حقيقيًا: ٣٥٠ مستنفرًا دعمتهم، والجرحى تم علاجهم، لا لشيء إلا لأن الزكاة هنا تعرف معنى أن تكون جزءًا من معركة بقاء الوطن
في رمضان، حيث يتكاثر المحتاجون وتتسع رقعة المعوزين، لم تبخل المناقل بسلتها الرمضانية التي بلغت ٢ ترليون جنيه، وصلت إلى ٣٢ ألف مستفيد، وإن سألت عن الارتكازات، فهنالك ١٥٠ مليونا ذهبت ذبيحة وغذاءً للمرابطين
المفخرة الكبرى؟ ليس المال ولا الأرقام، بل ذلك الالتزام الكامل بعلاج النازحين، وبالتنسيق مع الهلال الأحمر، في وقت تنصلت فيه جهات كثيرة عن أبسط مسؤولياتها، حتى برنامج العودة الطوعية كان للزكاة فيه سهم، بدعم عيني من الذرة، واللسان لا ينكر ١٤٠ مليارًا أخرى ذهبت للمقاومة الشعبية
والجباية؟ قصة أخرى من قصص النجاح، ٣ ترليون ونصف كانت الربط المقدر تحققت هذا الشهر، بجهد العاملين ، وإيمانهم برسالة الزكاة، لا بوظائفهم
نعم، في وقتٍ خرجت فيه معظم محليات ولاية الجزيرة عن الخدمة الزكوية، ظلت المناقل والقرشي شوكة في خاصرة العجز، وراية خفّاقة لمن يعظّم شعيرة الزكاة قولًا وفعلاً وصدقًا
لا نحتاج إلى شعارات ولا خطب منمقة، لدينا لغة واحدة كافية: لغة الأرقام وهي هنا تتحدث بلسانٍ زكويٍ صادق، إسمه: ديوان الزكاة بمحلية المناقل .