محمد نور حمد النيل مصطفى
قديما يعرفُ البحارةُ اقتراب السفنِ من اليابسةِ بظهور حركة بعض الطيور او ان تتراءى اشباحاً بعض الشواهق من وراء الضباب ، أو ربما بهتت زرقة الاعماق ، وكل ملِّاحٍ في شأن البحر ذو خبرة ، ولعلي إهتداءً بالواقع أرى دنوِّ سفينةِ السلام من المرافئ ، بظهور بعض العلامات والدلالات ، مثل الحديث عن السياسة وعودة الإطماع والحديث عن من يحق له الحكم و من يُمنع ونشر الفزاعات والتراهات بما يدل علي ان الدرس لم يفهم بعد وان البعض مازال في ضلاله القديم ويريد ان يعيد تدوير مسببات الحرب بإعادة منهج ما قبلها وفقا لأطماعه ورغباته المعزولة عن الوطنية والوطن .. تُرى من اعطى البعض حق الوكالة عن الشعب و الإفتاء في امر البلاد والعباد ؟ والشعب حضور بالاصالة ، فإن ما بعد الحرب لن يكون كما قبلها والا لما نشبت اصلاً ولما تحمل الشعب فاتورتها العالية تهجيراً قسرياً مابين الداخل ودول الشتات ودماء واشلاء وشهداء وفقد ممتلكات واغتصاب فتيات وتدمير بنيات . ورحل الكثير تاركاً الشعب في مواجهة الأهوال و الاعاصير حتى اذا ما انجلى غبار المعركة وسدد الشعب تكاليف فاتورتها ، بدأ السياسيون او بالأحرى الانتهازيون العودة في ثياب الواعظين ، لكن ليعلم الجميع دون مسميات ان كثيرا من المياه عبرت تحت الجسر ولم تعد للشعب قدسية لحزبٍ او شخصيات او مسميات ، فالحرب قد ايقظت الناس وكشفت كثيرا من العورات واحرقت بنيرانها بعض
الشعارات لنبدأ من اليوم بعد ازالة ركام وانقاض الفات ونضع ساس السودان الجديد دولة المؤسسات وسيادة القانون التي تحترم موروثنا الثقافي وعاداتنا وتقاليدنا واصالتنا وديانتنا واحترام الآخرين والتعايش والتسامح بين الدين والدين ، وبناء علاقات خارجية تقوم على المصالح والمنافع المشتركة والندية دون أي تدخلات او املاءات ، وافساح المجال للكفاءات من شريحة الشباب دون النظر للاثنيات والجهويات ، سودان العدالة والتنمية والديقراطية الحقة مولوداً شرعيا من رحم نزاهة الانتخابات فيه ملامحنا يحمل منا كل الصفات . والطريق إلى ذلك اذا وضعت الحرب اوزارها يمر عبر فترة انتقالية تقوم على اكتاف الكفاءات(التكنوقراط) لا موطئ قدمٍ فيها للاحزاب … وعلى الاحزاب ان تمارس تمارين الديمقراطية في اروقتها ومؤسساتها وهياكلها حتى تطل علينا بعد الفترة الانتقالية بوجهٍ يليق بالسودان الجديد وتطلعات شعبه في العيش الكريم ، فهذه حرب الشعب خاضها مع قواته المسلحة بالأصالة ولن يسمح لأحد أن يدير المعترك السياسي عنه بالوكالة ، فلا شرعية غير شرعية الانتخابات ونتائجها هي خيار الأمة والأمة أمةٌ حرة .
كسرة
لو لم يخرج الشعب من هذه المعركة الا بشعار
(معليش كلنا جيش) لكفاه