زيارة تفقدية شاملة للنازحين
اختتم والي ولاية الجزيرة، الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير، زيارته التفقدية لمعسكرات النازحين بقرى شرق الجزيرة المتضررة من اعتداءات المليشيات المسلحة، والتي أسفرت عن نزوح أعداد كبيرة من المواطنين العزّل. وقد رافق الوالي وفدٌ رفيع ضم الأستاذ عاطف محمد إبراهيم أبو شوك، وزير المالية، والدكتور أسامة عبد الرحمن أحمد الفكي، وزير الصحة، والمهندس عرفة محمود، وزير الزراعة والإنتاج، إلى جانب عدد من القيادات الأمنية والشعبية.
بدأ الوالي جولته في معسكري “حريرة” و”البوادره”، حيث اطمأن على أحوال النازحين ووجه بتوفير كافة الاحتياجات الضرورية بشكل عاجل لمواجهة الظروف الاستثنائية. كما أصدر توجيهاته للمدير التنفيذي لمحلية شرق الجزيرة بمباشرة أعماله من داخل المناطق الآمنة لتفادي أي تأثيرات إضافية على سير الخدمات.
“رسالة تضامن وتأكيد للتلاحم المجتمعي”
وأكد والي الجزيرة أن هذه الزيارة تأتي “كجزء من حرص حكومة الولاية على متابعة الأوضاع وتقديم الدعم اللازم لمواجهة الظروف التي فرضتها هذه الاعتداءات”. كما أشار إلى أن الزيارة تهدف إلى تحديد الاحتياجات الدوائية والعلاجية والغذائية للنازحين، وتعزيز التماسك المجتمعي ودعم مراكز الإيواء بالموارد الضرورية.
قافلة إغاثية شاملة لتعزيز صمود المتضررين
وأشار الوالي إلى القافلة المقدمة من لجنة الإسناد والدعم وإعادة الإعمار برئاسة الشيخ عبد المنعم موسى أبو ضريرة، وبدعم من قيادة الفرقة الأولى مشاة ومنظمة العون الإنساني، والتي شملت “أربعة آلاف جوال من الدقيق، و500 خيمة، وكميات كبيرة من المستلزمات الأساسية”. وأعرب عن فخره بروح التضامن في الولاية، قائلاً: “الجزيرة جسد واحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.”
اجتماع موسع مع قيادات المقاومة الشعبية
التقى الوالي بقيادات المقاومة الشعبية المسلحة بالولاية، حيث ناقش المجتمعون وضع النازحين وخطط دعم المقاومة، مؤكدين الجاهزية التامة لردع أي تهديدات تضر بأمن واستقرار المنطقة. وصرح اللواء ركن عبد الله الطريفي، رئيس المقاومة الشعبية المسلحة، قائلاً: “نحن على أتم الاستعداد لتلبية نداء الوطن والدفاع عن كرامة وحقوق شعب الجزيرة.”
دعم عسكري وإنساني متواصل
أكد العميد الركن خالد الحاج، قائد ثاني الفرقة الأولى مشاة، على استعداد القوات المسلحة الكامل للحفاظ على أمن واستقرار الولاية. وأوضح أن “أمن المواطن وخدمة الوطن تبقى على رأس أولوياتنا”، مشيداً بالجهود المبذولة لتأمين القرى والمناطق المتضررة.
ختام الجولة بزيارات إنسانية وزراعية
اختتم الوالي جولته بزيارة المصابين في مستشفى الفاو، حيث أشاد بالخدمات الطبية المقدمة. كما زار معسكر “عهد الرجال”، واطلع على مستوى الجاهزية لدى أفراد المقاومة الشعبية بعد تلقيهم التدريب اللازم. وتوجّه إلى البنك الزراعي، حيث تم بحث عدة قضايا حول دعم الزراعة كركيزة أساسية للأمن الغذائي.
وفي ختام الزيارة، أعرب والي الجزيرة عن امتنانه لحكومات ولايات القضارف، سنار، النيل الأبيض، ونهر النيل لدعمها ومساندتها النازحين، مؤكدًا أن “هذه الوقفة الأخوية تمثل دينًا على عاتقنا، وسنسعى لتلبية احتياجات مواطنينا وتخفيف معاناتهم.”
تأثير إيجابي على النازحين ومبادرات لدعم الاستقرار
خلال زيارته، أعلن والي الجزيرة عن تقديم دعم مالي للنازحين وللمصابين في معسكرات الإيواء، مؤكدًا أن هذه الجهود مستمرة للوصول إلى بر الأمان واستعادة الحياة الطبيعية في المناطق المتأثرة.