loader image
الرئيسية » ود مدني تنهض من تحت الركام: جهود مكثفة لإعادة الحياة والخدمات الأساسية

ود مدني تنهض من تحت الركام: جهود مكثفة لإعادة الحياة والخدمات الأساسية

تقرير: إعادة الإعمار بعد تحرير ود مدني

شهدت مدينة ود مدني تحولات جذرية عقب تحريرها، حيث بدأت السلطات في جهود حثيثة لإعادة تأهيل الخدمات الأساسية وتشجيع المواطنين على العودة الطوعية. وفي حديث خاص، كشف والي ولاية الجزيرة الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير عن تفاصيل التحرير، حجم الدمار الذي طال المدينة، وخطط إعادة الإعمار الجارية.

ليلة التحرير ومعارك أم سنط:

أوضح الوالي أنه كان في منطقة الحاج عبدالله عند بدء عملية التحرير لكنه رفض البقاء هناك وانضم إلى المتحركات العسكرية التي خاضت معارك عنيفة خاصة في منطقة أم سنط، حيث شهدت أشرس المواجهات. وأكد أن التقاء القوات في “كبري البوليس” كان نقطة الحسم التي مهدت لتحرير المدينة بالكامل وسط اشتعال النيران في المركبات التي تركتها المليشيات.

حجم الدمار في ود مدني:

عند دخولهم إلى ود مدني فوجئوا بمشهد أشبه بمدينة الأشباح؛ أسواق مدمرة منازل ومؤسسات حكومية منهوبة بالكامل، ومعديات النيل مُغرقة. وأضاف الوالي أن قلة من المواطنين ظلوا في المدينة، إما لظروف مالية صعبة أو بسبب المرض حيث عاشوا في عزلة تامة ولم يكن يُسمح لهم حتى بالسير في شارع النيل.

إعادة الخدمات في ظل الدمار الكامل:

أفاد الوالي بأن المليشيات دمرت كل شيء حيث تمت سرقة محولات الكهرباء تدمير شبكات المياه ونهب كافة المعدات. ورغم ذلك، تمكنت السلطات من:

إعادة تشغيل المحطة النيلية و86 بئرًا في الأحياء خلال فترة قصيرة.

إدخال الطاقة الشمسية كبديل مؤقت للكهرباء حتى استكمال الإصلاحات.

عودة المواصلات العامة، تشغيل محطات الوقود والمخابز، وفتح الأسواق بعد جهود مكثفة بدعم من ولايات كسلا، القضارف، والنيل الأبيض التي قدمت آليات وعمال نظافة.

استئناف عمليات إعادة الكهرباء، والعمل على توفير الزيوت والمحولات المسروقة.

 

عودة النازحين بأعداد كبيرة:

أكد الوالي أن هناك تدافعًا مدهشًا لعودة المواطنين حيث تستقبل الولاية يوميًا ما بين 30 إلى 40 بصًا من العائدين بعد تنفيذ عمليات نظافة واسعة وإزالة السيارات المحترقة، والتأكد من خلو الطرقات من المخلفات الحربية بالتعاون مع سلاح المهندسين.

محاسبة المتعاونين مع المليشيات:

كشف الوالي أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على عناصر متعاونة مع المليشيات، وستتم محاكمتهم وفقًا للقانون. مشيرًا إلى أن المحاكمات ستكون علنية بحضور الإعلام، وبشفافية تامة بعد أن استأنفت أجهزة العدالة عملها في ود مدني.

زيارة الكنابي ورسائل الوحدة الوطنية:

خلال زيارته للكنابي أكد الوالي أن التمرد لا يرتبط بقبيلة أو منطقة معينة. مشددًا على ضرورة تعزيز اللحمة الوطنية. ودعا المواطنين إلى تسليم أي متعاون مع المليشيات للسلطات، لضمان تحقيق العدالة وإنهاء أي تهديدات أمنية.

استئناف الدراسة والعمل بالمؤسسات الحكومية:

فتح المدارس مطلع الأسبوع المقبل بعد استكمال عمليات إعادة التأهيل.

توجيه العاملين في المؤسسات الحكومية بالعودة إلى أعمالهم للمشاركة في إعادة تأهيل المرافق.

صرف المرتبات وإعادة بث إذاعة ود مدني:

أكد الوالي أن صرف المرتبات سيكتمل خلال الأيام المقبلة، بعد أن وجه وزير المالية بأن يتم الصرف كاملًا وليس بنسبة 60% كما كان سابقًا.

إعادة بث إذاعة ود مدني خلال أيام بعد تعرض جميع معدات الإذاعة والتلفزيون للنهب.

ود مدني تستعيد نبضها من جديد:

اختتم الوالي حديثه قائلاً بالتأكيد على أن الحياة عادت بقوة إلى ود مدني معبرًا عن سعادة العائدين رغم فقدانهم لكل ممتلكاتهم، ومشيرًا إلى أن المؤسسات الحكومية عادت لمباشرة عملها، والأسواق استعادت نشاطها، مما يمهد لمرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية في ولاية الجزيرة